This post is also available in: English (الإنجليزية)
الصورة بإذن من هلا السعدي
“تُعرف لحج في جميع أنحاء اليمن بإرثها الموسيقي المتميز والثري، ومنها ينبع جزء ثمين من التراث الثقافي لليمن. وفي ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين شهدت لحج نهضة أدبية وموسيقية كان لها الأثر الكبير على المشهد الثقافي اليمني حتى اليوم.
غير أن هذه المحافظة الثقافية بامتياز تعاني، اليوم، كغيرها من مناطق اليمن من ويلات الحرب والصراع وعدم الاستقرار. في عام ٢٠١٥، تم الاستيلاء على مناطق متفرقة من لحج وأصبحت جبهة أمامية بين مجموعات النزاع. وخلال فترة الاشتباكات نزحت الكثير من العائلات وهدمت العديد من المنازل. ورغم عودة النازحين إلى منازلهم بعد ذلك، إلا أن الحالة الإنسانية استمرت في التدهور. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، يعاني سكان المدينة من انتشار الأمراض، مثل حمى الضنك والكوليرا والالتهابات، التي تتسبب في حالات وفاة رغم إمكانية علاجها. يستمر الإعلام في إهمال تغطية الوضع الإنساني في لحج، ومن جهة أخرى، لا يزال المسؤولون غير مبالين بهذه بالكارثة التي هي من صنع الإنسان.
في شهر أغسطس من هذا العام، قمت بزيارة لحج لأول مرة منذ اربع سنوات. شاهدت الدمار والكفاح اليومي للسكان الذين يفتقرون إلى الكهرباء والمياه في ظل ظروف مناخية صعبة، حيث وصلت درجة الحرارة في الصيف إلى ٣٥ درجة مئوية مصحوبة بعواصف رملية.
في ظل تلك الصعوبات يمارس المجتمع في لحج أسلوب حياة يمكن وصفه بالبساطة. ويعتمد غالبية سكان المنطقة على مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية مثل الياسمين والمانجو، إلى جانب المنتجات المحلية مثل صناعة البخور والعود.
في محاولة لتوثيق الحياة اليومية في لحج، وعلى أمل إلقاء الضوء على مدينة تستحق الاهتمام والإنقاذ، التقطت صوراً داخلية وخارجية تعرض رحلات النقل العام اليومية والسوق المحلية والأزقة وتعبر عن تفاعلاتها الإجتماعية المتعددة.”
هلا السعدي
التعريف بالمصورة:
هلا السعدي، طالبة في إدارة تقنية المعلومات في الجامعة اللبنانية الأميركية. قررتْ ممارسة التصوير كوسيلة لتعميق معرفتها بالمجتمعات التي تعيش فيها، بديناميتها الاجتماعية المتنوعة. فضلا عن التحاقها بدورات التصوير الفوتوغرافي طوال فترة دراستها في الجامعة، وقد طورت أعمالها من خلال التعلم الذاتي والممارسة العملية. هالة لديها اهتمام خاص بالفيلم الوثائقي والتصوير الصحفي. و هي تحاول، في أعمالها، إيجاد الأطر السردية للواقع؛ لأنها تؤمن بالأهمية الجوهرية للسرد البصري والتوثيق من أجل الحفاظ على التراث الثقافي والدفاع عن حقوق الإنسان.