أدب

نقض خطاب العنف في الرواية اليمنية

This post is also available in: English (الإنجليزية)

يقصد بالعنف في الدراسات الاجتماعية أيّ سلوك فعلي أو قولي يستخدم القوة المادية أو الرمزية المعنوية، أو يهدد باستخدامها للإضرار والأذى، والتأثير على إرادة المستهدف، ويقابله الرفق والتسامح والسلام.[i] وهذا التعريف ينطبق على فعل العنف كما يظهر في الواقع الاجتماعي المعيش، وكما يتجلى في الرواية التي تعد أحد أهم التمثيلات الأدبية للواقع.

وفي اليمن الحديث غدا العنف واقعا معيشًا في المجتمع بفعل الصراعات والحروب والضغوط الاجتماعية، وقد وجد الكتّاب فيه مادة خصبة لسردياتهم؛ فتحول من الواقعي إلى المتخيل. وبما أن الرواية قد أصبحت جنسا أدبيا ذا حضور متميز في اليمن خلال العقدين الأخيرين، فقد تفاعلت مع العنف بطرق متعددة.  وفي هذه المقالة نحاول الإجابة عن السؤال الآتي: كيف يحضر العنف في الرواية اليمنية ولا سيما من حيث نقض خطاباته ومبرراته؟

المتابع للرواية اليمنية سيدرك أنها رصدت العنف بتفاصيله وأعادت إنتاجه بأحداثه وتحولاته وخطاباته بصورة تمزج بين الواقع والتخييل، وتناولت الصراعات والتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية في اليمن. تعرضت الرواية للعنف الرمزي السياسي والاجتماعي، كما تطرقت لموضوع الإرهاب والهيمنة الذكورية والعنصرية إلى غير ذلك من موضوعات. واتسمت الكتابة الروائية بالاضطلاع بنقض الخطابات العنيفة وتفكيكها وذلك عن طريق النقد الصريح أو التهكم والسخرية من العنف ومن فاعله.

تعدد العنف وتزامنه

يمثل عنف الإيديولوجيا وخطاباتها حضورا لافتا في الرواية إلى جانب العنف الاجتماعي والديني. فعلى سبيل المثال ترصد رواية (حمار بين الأغاني) لوجدي الأهدل الصادرة عام 2004، صورا متعددة ومتداخلة من العنف السياسي والاجتماعي الذي تحمله خطابات أيديولوجية متصارعة. فهنالك العنف المشتعل بين أطراف اجتماعية كذلك العنف الموجه ضد المرأة. وهنالك العنف الموجه ضد أطراف سياسية، وكذلك  العنف المتمثل في حرب صيف 94م التي حدث فيها اجتياح مدينة عدن؛ تصور الرواية ذلك الاجتياح والدمار ونهب الممتلكات الخاصة والعامة. كما تحكي الرواية العنف الأمني الذي يمارسه الضابط على ضحاياه من الفتيات، وما يقوم به من إعدام بعض الأبرياء من أجل التغطية على المجرم الحقيقي. وعلى المستوى السايكولوجي تصف الرواية الشخصيات المزدوجة والعنيفة مثل: علي جبران وسيف ومحمد وهلال وزبطان من جهة، وتصف من جهة أخرى الشخصيات الـمعنَّفة مثل ثائرة ومنير وأروى وزينب. وفي الجملة، فإن أحداث الرواية مشحونة بالخوف والرعب بما تجسده من صراع بين أفراد المجتمع وقياداته التي تجتمع فيها صورة الهيمنة العسكرية والقبلية والدينية والذكورية. في نغمتها الساخرة ترفض الرواية هذا الواقع وتعرِّض بالشخصيات العنيفة المهيمنة.

 أما روايته الأخرى (أرض المؤامرات السعيدة) الصادرة في عام 2018، فهي تشريح للمجتمع وكشف لتناقضاته. يعرض السرد صورة المثقف الانتهازي، وهيمنة السلط التقليدية وانتصارها على الخطابات التقدمية في المجتمع. كما تكشف عن اغتصاب الطفولة وانتشار زواج القاصرات؛ فشيخ القبيلة يغتصب فتاة في سن الثامنة، وفي نهاية المطاف يخرج الشيخ بحكم براءة من المحكمة.

توظف الروايتان الأسلوب العجائبي الفنتازيا بهدف تعرية المجتمع والمثقف والسلطة والتهكم منهم ومن ممارساتهم غير الأخلاقية وغير الإنسانية.

الهوية والعنف الإيديولوجي والجهوي

رواية (عقرون 94) لعمار باطويل الصادرة عام 2017، ترصد الحرب الأهلية اليمنية عام 1994؛ وتبين الخوف من الحرب والمجهول، والقلق والرعب والفساد السياسي والأخلاقي واختطاف البنات. وعلى مستوى آخر، تتعرض الرواية لصور من التعامل الجهوي العنصري مع بطل الرواية الذي رفض موظف الجوازات منحه هوية جواز السفر بسب لون بشرته الداكنة، مشككا في انتمائه إلى اليمن.  وتظهر في السرد أيضا صورا من الصراع الإيديولوجي داخل المجتمع المنقسم بين مؤيد للسلطة الجديدة ورافض لها مؤيد للنظام الاشتراكي. وفي سردها لهذه الفترة الحساسة تطرح الرواية التحولات والأحداث العنيفة التي حدثت في الجنوب مثل تجارة السلاح وعودة ثقافة القبيلة والثأر.

أما رواية (الطوفان) لمبارك سالمين الصادرة عام 2018، فتسرد الصراع بين فصيلين متصارعين في الحزب الاشتراكي أضحى يشار إليهما بعد حرب 1986 بالطغمة والزمرة، وتتعدى الرواية ذلك إلى التعرض لحرب 1994.

العمل الفني للفنانة مها العُمَري

رواية (المكلا) لصالح باعامر الصادرة عام 2003، تتحدث عن الصراع السياسي داخل الجبهة القومية عام 1967، وأحداث 13يناير 1986 الدموية والاعتقالات والمحاكمات، وحرب 94م. والرواية، بذلك، تحكي العنف الأيديولوجي في المكلا وعدن وتحولاتهما قبل إعادة تحقيق الوحدة وبعدها، كما تتعرض للقمع السياسي الذي طال المثقف ولتسلط القبيلة وهيمنتها على الدولة. تدين  الرواية العنف من خلال تصويرها للقمع والاضطهاد والتعذيب، والحد من حرية المثقف، والسجن والاختطاف وتصوير الجماعات الإرهابية التي اختطفت بطل الرواية(سالم).

العنف الرمزي والتمييز العنصري

تسرد رواية (طعم أسود.. رائحة سوداء) لعلي المقري، الصادرة عام 2008 ، العنف الواقع على (المهمشين السود) أو من يطلق عليهم اللفظ القدحي: الأخدام، ومعاناتهم ومآسيهم والعنصرية التي يمارسها المجتمع نحوهم، والعنف الرمزي واللفظي المسلط عليهم من المجتمع العام كاستخدام الأمثال الشعبية مثل: (الخادم أنجس من اليهودي).

رواية (زهرة الجردس) لعماد زيد، الصادرة عام 2014 ، تطرح موضوع التمييز العنصري وعنف التراتب الطبقي(الشيخ- القبيلي – المزين (المهمش) بين فئات المجتمع، وخصوصا فيما يتعلق بعلاقات الزواج، والنظرات الدونية لأصحاب الحرف مثل (الحلاقين والجزارين). يتولى السرد في الرواية ضحايا هذه الممارسة العنصرية من النساء والرجال والأطفال، وفي السرد عرض لمعاناتهم اليومية.

العنف الطائفي

تؤرخ رواية (وقش) لوليد دماج، الصادرة عام2019 للعنف الطائفي والإبادة التي تعرضت لها الفرقة المطرّفية في اليمن في القرن السادس الهجري في أيام حكم الإمام الزيدي عبد الله بن حمزة المتوفى عام ٦١٤ ه‍ ، متخذة من هذه الواقعة مرجعية لسرد سيرورة العنف في اليمن، كما تكشف عن التراتب الطبقي والمذهبي، وانتهاك حقوق وكرامة الطفولة والمرأة.

عنف الدكتاتورية

أما رواية (بلاد القائد) لعلي المقري الصادرة عام 2019 فتصور (عنف الدكتاتورية) وعلاقة المثقف بالسلطة واستغلالها له، وخيانته لمجتمعه، والثورة العنيفة التي أطاحت به وسعى إلى إخمادها باستخدام العنف اللفظي (السب والشتم والتخوين) والعنف الجسدي (استخدام السلاح) والقتل والتخريب وإدخال البلاد في صراع متعدد.

عنف الواقع والإرهاب

رواية (خلف الشمس) لبشرى المقطري الصادرة عام 2012، فتقدم (عنف الواقع) ومصادمته، وترصد المظاهرات الثورية في اليمن عام 2011م المتزامنة مع الإرهاب القاعدي في أبين، وقتل مسلحون مجهولون لجنود من الجيش في شبوة، وتكشف الرواية عن خيبات النضال الاشتراكية وضياع الأمل مع الوحدة اليمنية في تحقيقها لطموحات المجتمع في ظل صراع القوى الدينية والقبلية وهيمنتها على النظام، والخيانة والتعذيب في السجون والجنون والهذيان.

وتقدم رواية (أبو صهيب العزي) لوليد دماج الصادرة عام 2019 قراءة تاريخية للصراعات السياسية والإرهاب والانقلابات وتفكيكا للخطابات الأيديولوجية والإسلاموية في اليمن.

عنف العولمة

تحكي رواية (قهوة أمريكية) لأحمد زين الصادرة عام 2007 عنف العولمة وتفكيك المجتمع، وخيبات الأمل عند المناضلين الثوريين، في ظل واقع مجتمعي فقدت فيه بعض القيم، مليء بالقتل والحرب والفساد في زمن العولمة، فهناك الخوف الهلع والرعب، الاختطافات والقتل وأصوات الرصاص والهيمنة الذكورية والتسلط الاجتماعي، وانتشار اللوحات الإشهارية عن المنتجات الغربية، فتمثلت الكتابة عن هذا الواقع بوصفها ردة الفعل المضادة لواقع مأساوي تعيشه المدينة اليمنية.

 الثأر والصراع المجتمعي وتقويض المستقبل

 لهند هيثم رواية (حرب الخشب) 2003 تفكك الثأر القبلي بين أسرتين، ضحاياه مجموعة من الشباب الذي هربتهم أسرتهم إلى المدينة وقد ظلوا هناك وتلقوا تعليمهم في الجامعة لكن الثأر لاحقهم إلى المدينة، فهي رواية تفضح التخلف والجهل والثأر الذي قوض مستقبل المجتمع.

وتحكي رواية (من مأرب إلى طشقند) 2003 لجلال الرويشان حادثة قتل اثنين من مأرب على يد صديقهما الذي قضى عليهما ثم سرق سيارتهما ولاذ بالفرار إلى طشقند. تحكي الرواية قصة استعادته من تلك المدينة البعيدة ثم إعدامه في بلاده اليمن.

عدن مدينة للصراعات الإيديولوجية والقبلية

 رواية (فاكهة الغربان) لأحمد زين الصادرة عام 2020، تصور تناقضات المجتمع وخيبات النضال في مجتمع موبوء بالخيانة والوشاية والمؤامرات والدسائس والتصفيات والعصبية، وكيف فقدت عدن لمدنيتها، ووضعها المأساوي في حقبة الاستعمار والاشتراكية، فرصدت الصراعات الجهوية باسم الإيديولوجيا في 86، والإعدامات والمجازر والتصفيات بالهوية.

أما رواية (الملكة المغدورة) لحبيب سروري الصادرة عام 1999، فترصد المأساة الإنسانية في عدن قبل الوحدة، وتوحش النظام الاشتراكي وفساده وتناقضاته، ليس بسبب الإيديولوجيا ولكن بسبب القائمين على النظام والممثلين له القادمين من الجبال (القبائل)، وتتضمن مفردات العنف (الذبح ـ الدم ـ القتل ـ مصادرة الفكر ـ مصادرة الكتب وإحراقها).

صنعاء بين العنف الشعبي والصراعات السياسية

وتطرح رواية (صنعائي) لنادية الكوكباني الصادرة عام 2013 تحولات (صنعاء) هذا العصر عبر ثنائية الحب والحرب فيها والصراعات الممتدة والمتكررة عبر التاريخ. وتحكي الرواية ممارسات الحكم الإمامي الرجعي وجزّه لرؤوس الثوار، ووحشية القبائل ونهبهم لصنعاء وتدميرها، ثم صورت الصراعات المتتالية المحاولة لقيام ثورة ضد الأئمة وقيام ثورة سبتمبر والأحداث والصراعات التي تلتها مثل اغتيال الرئيس الحمدي وما تلاه من أحداث مثل حرب 94م. فالرواية إدانة للأحداث والعنف ودعوة لسلام والمحبة والحياة في مدينة تستحق الحياة والمدنية.

وتحكي رواية (جولة كنتاكي) لعبد الله عباس الإرياني الصادرة عام 2014 العنف الشعبي وعنف الثورة الشبابية والثورة المضادة بصنعاء في2011م، وتصور مجزرة جمعة الكرامة، وجولة كنتاكي والقتلى والدماء، وتطرح أحلام الشباب في التغيير للواقع المأساوي الذي يسيطر عليه العسكر والقبيلة والإسلامويين، ومقتل أبطال الرواية -مثل(سوسن)- برصاص قناصة النظام.

الخراب السياسي والعنف ضد الأطفال والمرأة

العمل الفني للفنانة مها العُمَري

رغم أن رواية (طائر الخراب) لحبيب سروري، الصادرة عام 2005،  تحمل دلالات رمزية عن الوطن وتحكم العقلية القبلية في مصيره ، فإنها تكشف عن جوانب متعددة من العنف. ومن ذلك التطرق إلى معاناة الأطفال والعنف الموجه ضدهم وإجبارهم من أهاليهم على العمل أو التسول. وتظهر الرواية، أيضا، صورة من الحب الممنوع والقهر في المجتمع اليمني الذي تسوده أشكال من القمع والكبت الاجتماعي والسياسي في مراحل ما قبل الوحدة وما بعدها؛ وهو الأمر الذي يؤدي إلى الفساد والممارسات اللأخلاقية وشيوع الخرافة الشعوذة.  وبالمجمل، فالرواية تسلط الضوء على فقدان القيم الإنسانية وشيوع ثقافة الهيمنة الذكورية الأبوية المسلطة على المرأة وعلى الأطفال.

السلطوية الاجتماعية ومقاومة الخطاب الذكوري

تسعى الكتابة النسوية اليمنية في الغالب إلى مقاومة الخطاب الذكوري والسلطة الاجتماعية المهيمنة على المرأة. ونجد ذلك واضحا في رواية (إنه جسدي) لنبيلة الزبير، الصادرة عام 2000، التي يظهر فيها بوضوح صوت الأنثى والجسد المقهور بفعل العنف الذكوري. وفي هذا الجو تلاحق شخيصات الرواية نوبات من الكوابيس والهذيان.

رواية (عقيلات) لنادية الكوكباني، الصادرة عام 2009، تحكي العنف الرمزي والمجتمعي والثقافي. ويمكن تصنيفها كرواية ساخرة تدين المجتمع وتكشف تناقضات رؤية الذكر إلى المرأة. تتعرض الرواية أيضا لقضية حرمان الفتاة من مواصلة التعليم والعمل وضغط الآباء على بناتهم للقبول بالزواج في سن مبكر. ومن صور العنف الذي يظهره السرد القيود المفروضة على النساء والضرب والحبس في المنزل، والطلاق والحرمان من حضانة الأولاد.

أما رواية (بلاد بلا سماء) لوجدي الأهدل، الصادرة عام 2008، فتفضح التناقضات المجتمعية وتتناول الهيمنة الذكورية  حتى داخل حرم الجامعة التي يظهر فيها الأستاذ الجامعي الذكر مستحلا للحرمات ومنتهكا للقيم الأخلاقية. في الرواية صور للتحرّش الجنسي ولتشييء المرأة في المدينة اليمنية التي تكاد تكون مسرحا للاستهانة بالمرأة.

العنف الثوري

ترصد رواية (طوفان الغضب) لمنير طلال الصادرة عام 2007 العنف الثوري والانتفاضة الشعبية ضد عنف الاستعمار البريطاني في المكلا.

عنف النساء ضد النساء وعنف الحروب الأهلية في اليمن الحديث

 يتعدد العنف في رواية (مصحف أحمر) للغربي عمران، الصادرة عام 2009؛ ومن ذلك عنف النساء ضد النساء.  فبطلة الرواية، سمبرية، تتعرض للعنف الجسدي واللفظي والرمزي من نساء قريتها. وإضافة إلى ذلك تصور الرواية الحروب الأهلية المتتالية في شمال اليمن وجنوبه، ومن ذلك حروب الجبهة القومية في ثمانينيات القرن الماضي، وحرب صيف 94 التي انتصرت فيها سلطة صنعاء والقوى (القبلية والعسكرية والدينية) التي استطاعت فرض هيمنتها بالعنف. وكشفت الرواية عن التحالفات المتناقضة في اليمن الحديث وما أنتجته من صراعات متتالية. وفي المحصلة نجد أن الرواية تدعو إلى الحوار والتسامح وقبول الآخر ونبذ التطرف والقتل والتكفير.

وتأسيسا على هذا العرض البانورامي، نجد أن الروايات اليمنية الصادرة خلال العقدين الأخرين قد تباينت في تمثيل العنف وأنواعه وموضوعاته. غير أنها كلها، كما رأينا، قد قدمت شهادة على واقع سياسي وأخلاقي وثقافي مفعم بالمآسي الناتجة عن أفعال عنف متعدد الوجوه. ومن هنا، نجد احتشاد أنواع مختلفة من العنف في الرواية الواحدة. إن هدف الروائي اليمني من هذا السرد هو تعرية الواقع السياسي والاجتماعي وتفكيك خطاباته المهيمنة التي تكرس العنف بصور مادية ورمزية ظاهرة وخفية.

 

إبراهيم أحمد ثابت: أكاديمي يمني حاصل على الماجستير في مجال السرديات عن دراسته المعنونة بـ:” خطاب العنف في الرواية اليمنية: مقاربة سوسيونصية”. وفي الوقت الراهن يحضّر إبراهيم  الدكتوراه في السيميائيات وتحليل الخطاب السردي في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية. يعمل إبراهيم منذ العام 2017 محاضرا متعاونا مع قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود.

 

 


[i] حسنين توفيق إبراهيم، ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 1992م، ص: 42-43.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى