إبداع بصري

مقال مصور: طاولة الباخمري الصباحية

This post is also available in: English (الإنجليزية)

طاولة الباخمري الصباحية

في ساعات الصباح الأولى في مدينة المكلا عادةً ما يتوجه الناس مباشرة لتناول وجبة الإفطار بالقرب من مسجد عمر. أقراص الباخمري ( خبز دقيق معجنون بالخميرة يغلى بالزيت) وكأس الشاي بالحليب أشهر الوجبات الصباحية الشعبية في هذا الحي! يتوسط هذا الحي عدد من العمارات القديمة حيث يصطف على جانبيه عدد من المطاعم الشعبية التي تقدم أقراص خبز الباخمري للزبائن في الهواء الطلق للاستمتاع بتناوله. في الحي ستجد لفيفا من العمال والباعة .. الأدباء والصحافيين .. الفنانين والحرفيين وغيرهم ممن ينتمون إلى مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية؛ تجدهم متجمعين على طاولة أو على حصيرة واحدة، تجمعهم بعض الحوارات البسيطة كأحوال سوق السمك وأسعاره، وأسئلة وأجوبة عن توفر المشتقات النفطية وانعدامها وعن السياسة وهمومها.

يقال إنّ الباخمري من الأكلات الشعبية السريعة التي دخلت إلى حضرموت بواسطة المهاجرين الحضارم؛  وبالتحديد أولئك الذين أقاموا في سواحل كينيا وتنزانيا وأوغندا. ويقال إنه احتفظ باسمه الأصلي في  اللغة السواحلية (ماخمري) باستثناء استبدال حرف الميم بباء يكسبها خاصية الباء الحضرمية الشهيرة التي تسبق أسماء العائلات الحضرمية. غير أنّ الأرجح أن هذا النوع من الخبز قد سمي بهذا الاسم لأنه عبارة عن دقيق معجون بالخميرة وقد يضاف إليه الهيل والسكر. فالاسم مشتق من الكلمة العربية الخميرة، ولعل الساحلية قد أخذت التسمية من العربية شأنها في ذلك ككثير من الكلمات التي استعارتها من العربية.  في تعز  وصنعاء يدعى الخمير أو العشار، ويسمى غير المسطح والرطب منه بالزلابياء، أما في عدن فتأتي التسمية من طريقة صنع الشكل حيث يسمى بالمقصقص، وقد يُسمّى في مناطق أخرى من اليمن كأبين بالمغلّى؛ لأنه يقلب في الزيت.

يعود سر شعبية هذا الطبق لسهولة تحضيره وتكلفته القليلة، وطعمه المميز. وهو، لذلك، مألوف ومحبب لدى الناس سواء في الصباح أو في ساعات العصر حيث يؤكل مع بسباس الحومر كنوع من التصبيرة، كما يقدم في المناسبات الاجتماعية بوصفه أحد التقاليد التي تعوّد عليها الناس في المدينة.

تصوير عزت وجدي

وعلى الرغم من أن الباخمري متوفرٌ في مختلف أوقات اليوم، فإن الكثيرين يفضلون تناوله في الصباح الباكر وخاصةً أولئك الذين تبدأ أعمالهم بعد صلاة الفجر مثل الصيادين وأصحاب المطاعم أو بعض الناس الذين يعودون بكيس كبير مليئ بأقراص الباخمري للإفطار قبل العمل.

أحمد الهجري: صانع أفلام ومصوِّر يعيش في كوالالمبور، ماليزيا. يدرس الهجري الإعلام الإلكتروني في الجامعة الإسلامية العالمية، وقد عمل سابقاً لـمدة خمس سنوات في التصميم الجرافيكي وإنتاج الأفلام وصناعة المحتوى. بدأ صناعة الأفلام القصيرة والوثائقية في حضرموت وكذلك في العاصمة صنعاء حيث أسس هناك في مطلع 2014 شركة “RAW Media” المتخصصة في الإنتاج الإعلامي والبصري. أنتج أحمد عددًا من الأفلام الوثائقية القصيرة خلال فترة
الحرب والصراع في اليمن. ويعمل حالياً على عدة مشاريع وثائقية من المرتقب صدورها في الفترة القادمة.

يمكنكم متابعة أعمال أحمد عبر الرابط التالي:
https://vimeo.com/hagri

المقال المصور:


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى