أدب

النزعة الإنسانوية في الرواية اليمنية وكيفية الاستفادة منها في مناهج التعليم

This post is also available in: English (الإنجليزية)

في الأدب اليمني الحديث ثمة ملامح نزوع نحو التعليم والتنوير الإنسانوي. وقبل أنَّ نورد أمثلة على ذلك ونشرحها، لا بدَّ أن نبيّن بصورةٍ محددَّة المقصود بالمصطلحات التي يحملها عنوانُ هذه المقالة. فالمعروف أنَّ مصطلح الإنسانوية له تاريخ ممتد في السياق الغربي واستخدامات مختلفة تختلف باختلاف توجهات المتبنين للمصطلح من جهة، وباختلاف أزمنة الاستخدام من جهة أخرى. ولذلك، كان لا بدَّ من حصره وتحديده كما ظهر لنا من خلال النصوص التي
.سنناقشها

نقصد بالإنسانوية، هنا، إيلاء أهمية خاصة بالإنسان في ذاته بعيدا عن الهويَّات المضافة إليه بسبب ضرورات تنشئته الإجتماعية وظروفه الحياتية التي طبعته بطابعها. وهذا يعني تركيز الاعتبار على هويته الإنسانية الأصيلة دون التفاتٍ إلى انتماءاته العرقية أو الدينية أو المكانية، ودون التفاتٍ إلى توجهاته و قناعاته الناتجة عن تلك التنشئة وتلك الظروف. ويتجسَّد هذا الاهتمام بالإنسان من خلال بعض المباديء الاجتماعية ذات الطابع العاطفي التبادلي الأصيل في غريزة الإنسان المكوِّنة، ضرورة، لشرط كونه إنساناُ وشرط كونه اجتماعياً. ومن هذه المباديء الحبُّ
.والاعتراف والعرفان والاحترام وغيرها

أما النزعة التعليمية فالمراد بها أنَّ الأدب، وخصوصا الأدب الروائي، في اليمن خلال العقود الأخيرة أخذ ينحو في غالبه نحو تعليم القاريء من خلال التشكيل الأمثولي للنصوص ومن خلال الالتزام بالانتماء إلى التاريخ اليمني و إلى المكان ( أي اليمن) بعيدا عن التهويم التجريدي الذي ساد في مراحل سابقة. وهو الأمر الذي يوحي بأنَّ كُتَّاب هذه النصوص ينظرون إلى أنفسهم، صرَّحوا بذلك أم  نفوه، باعتبارهم نخبة متنورة يقع على عاتقها المساهمة في حل الأزمة الوجودية اليمنية. والمقصود بالأزمة الوجودية هذه المعاناة التي يعانيها الإنسان اليمني المعاصر اقتصاديا و اجتماعيا وثقافيا بسبب الفشل الذريع الذي رافق الحكومات والأنظمة اليمنية المتعاقبة منذ تأسيس الجمهوريتين شمالا
.وجنوبا حتى اليوم

و بهذا التصور للأدب ودوره في الحياة اليمنية يعالج الأدباء بعض القضايا ذات الأهمية الوجودية. ومن هذه القضايا  الهوية والتاريخ  و الوطن. وتبدو هذه القضايا في  النصوص التي سنعرض لها ذات صبغة بنيوية؛ أي أنها جزء من التركيبة  الأساسية لنصوص الرواية اليمنية لا فكاك لها منها. و ما يجعل هذه القضايا ملحة في وعي الكُتَّاب هو طبيعة المرحلة التاريخية التي تمرّ بها البلاد؛ فهي مرحلة مفصلية تحاول فيها قطاعات واسعة من الشعب الانفكاك عن الماضي وتشكيل نموذج عيش اجتماعي جديد وطريقة حكم مختلفة عن تلك التي تبنتها الأنظمة السابقة التي لم تفشل فقط في إدارة البلاد بل أوصلتها إلى هاوية الحرب و عرَّضت المواطنين لمخاطر الموت وشظف العيش الناتجين
.عن الصراعات المسلحة و انعدام فرص العمل و نقص التغذية وانتشار الأوبئة

:هل عرفت الرواية اليمنية الفلسفة الإنسانوية

 بعد شيوع فكرة الإنسانوية في الفكر الفلسفي الغربي الحديث وتطورها على مدى ثلاثة قرون حاول باحثون عرب تلمس وجود هذه النزعة الفلسفية والأخلاقية في الفكر العربي الوسيط الذي شهد عصورا ذهبية وعهودا ازدهر فيها التعايش السلمي، وتحكيم العقل، والاهتمام بالإنسان بصفته الأساسية، وهي الجوهر الإنساني، دون النظر إلى عرقه أو وطنه أو دينه. ومن هؤلاء الدارسين الراحل عبدالرحمن بدوي(1917-2002) في كتابه  ”الإنسانية والوجودية في الفكر العربي” الصادر عام ،1947 وفي هذا الكتاب تناول بدوي النزعة الإنسانوية في مصدرها الفلسفي الغربي الحديث محاولا استنطاقها في أعمال متصوفة مسلمين كابن عربي والغزالي وغيرهما. ورغم أنَّ عبدالرحمن بدوي لم ينشيء مدرسة علمية وطلابا يواصلون البحث في هذا المجال، فإنه قد فتح بابا واسعا لمن بعده. و لعل أبرز اسم عربي يتبادر إلى الذهن في هذا الصدد الباحث الجزائري محمد أركون (1928-2010) الذي ألَّف عددا من الكتب بالفرنسية و تُرجمت إلى العربية على يد هاشم صالح، ومنها: “نزعة الأنسنة في الفكر العربي: جيل مسكويه والتوحيددي” (دار الساقي1982)، وكتابه ” معارك من أجل الأنسنة في السياق الإسلامي” (دار الساقي 2001) وغيرهما من الكتب والمقالات والمقابلات التي يبشر فيها أركون بهذ الإتجاه. و يحضر إدوارد سعيد كاسم آخر ختم حياته الفكرية مقتنعا بسيادة هذا الاتجاه العائد إلى عصر التنوير وخصوصا في كتابه ” الأنسنيَّة والنقد الديمقراطي”
.دار الآداب 2005) الذي ترجمه إلى العربية فواز طرابلسي)

 الصور بإذن من رحمان طه الصور بإذن من رحمان طه

وبهذا، فمناقشة النزعة الإنسانوية  قد كانت، ومازالت، إحدى انشغالات الفكر العربي المعاصر في العقود الأخيرة، وهو ما يجعلها أحد المصادر الفكرية المغذِّية للرواية في الوطن العربي عامة وفي اليمن بصورة خاصة. فهي استجابة ضمن استجابات عدة للصدمات النفسية الجمعية التي يعانيها المواطن العربي منذ تأسيس النظام العربي ما بعد الإستعماري الذي ظل رهين علاقة إشكالية مع التأريخ ومع الحاضر ومع الآخر حتى قيام ثورات الربيع العربي وما صاحبها ولحقها من ارتدادات وتحولات. وفي الرواية اليمنية يرد مصطلح النزعة الإنسانوية في رواية وجدي الأهدل “فيلسوف الكرنتينة” (2007). وفي الرواية يحاول الفيلسوف مشعل الحجازي تغيير حياة سكان مقبرة زيمة عن طريق التنوير، ومن تلك الطرق تأليف مشعل الحجازي لكتاب بعنوان (معاً على طريق التأنسن). ورغم أن الرواية تنزع منزعا كوميديا سوداويا في تصوير الواقع العربي، وخصوصا الخليج واليمن، فإنها تؤشر إلى افتقار (المقبرة أو الوطن العربي وسكانه الديدان) إلى من يرشدهم إلى طريق يحققون به إنسانيتهم. ولعل في اسم مشعل إشارة إلى من يحمل
.(مشاعل النور والتنوير فيمواجهة القحط والجفاف  الإنساني والفكري الذي يمثله الحاكم (القحطاني

وفي حين أنَّ رواية الأهدل قد أرسلت إشارة واضحة في هذا الاتجاه، فإنَّ روايات أخرى قد تضمنت هذا المنزع الفلسفي العملي بصورة حوارية تنطوي على قيم الإنسانوية وبعض ملامحها التكوينية من دون ذكرها صراحة. وهي سمة عامة تغلب على كل الروايات اليمنية التي أخذت على عاتقها مواجهة القيم العتيقة في المجتمع وتحطيم المقولات
.الهوياتية والنزعات العنصرية القائمة على ايديولوجيات الانتماء إلى العرق أو الطائفة أو الجهة

:ملامح إنسانوية في الرواية اليمنية

عند دراسة عينة من الروايات اليمنية المعاصرة، وخصوصا تلك التي أنتجت في العقد الآخير المليء بالتقلبات والاهتزازات المجتمعية والسياسية، يلاحظ المرء أن الرواية قد نجحت في أن تكون الجنس الأدبي الأهم الذي استطاع الإستجابة لتلك التحولات والاهتزازات. ولما تنطوي عليه الرواية من  امكانيات حوارية تؤهلها لاستضافة أصوات اجتماعية مختلفة، فإنها قد سعت إلى تمثيل شرائح مختلفة من المجتمع اليمني. هذا، مع الاعتراف بوجود ثغرات فنية  واخفاقات في الوعي التاريخي بالمرحلة إلى جانب انطواء كثير من هذه الروايات على أخطأ لغوية فاحشة وحِبسة في التعبير عن المخزون الفكري والنفسي للشخصيات الممثلة في النصوص. وبعيدا عن ذلك، نستطيع القول، بعد استقصاء عينة من النصوص إنها قد حوت ملامح فضاء إنسانوي تخيلته الرواية اليمنية بديلا للوطن المرهق بالصراعات وبانسداد الآفاق. في الرواية اليمنية  المعاصرة عودة إلى التاريخ، لكنها عودة موجَّهة نحو الحاضر و المستقبل. أيْ أنَّ الماضي يؤوَّل ويوجه من أجل مستقبل أفضل تسود فيه هذه النزعة الإنسانوية الكفيلة بإحلال السلام المجتمعي ورفاه العيش. ولنا الآن أن نجمل بعض تلك الملامح  كما بدتْ في بعض الروايات الصادرة في العقد
:الأخير ثم نعقبها بمقترح عن فوائدها التعليمية و أهمية استثمارها في نظام التعليم باليمن

 الصور بإذن من رحمان طه الصور بإذن من رحمان طه

-1
الحبُّ: تكتظ الروايات اليمنية المعاصرة بموضوع الحب. والحب في الرواية هو الخاصية الإنسانية الأولى التي تمتلك القدرة على تخطي حواجز الهويات المكرَّسة اجتماعيا نحو الصلة الإنسانية الحميمة والمباشرة. في رواية أحمد زين “ستيمر بوينت”(2015) يحبُّ سمير ذو الأصول التهامية سعاد الثائرة الجنوبية. وفي رواية عمار باطويل “سالمين” (2014) يخفق قلب سالمين العبد لامرأة قبيلية.  وفي رواية علي المقري “اليهودي الحالي”(2009) تحب المسلمة الفتى اليهودي، وفي روايته “طعم أسود .. رائحة سوداء”(2008) يحب القبيلي أو المزارع امرأة من طبقة الحائيكين والمزينين. وفي رواية ياسر عبدالباقي “زهفار”(2008) يحب الشاب الجنوبي فتاة يهودية من أصول شمالية. وفي رواية “صنعائي”(2013) لنادية الكوكباني تحب صبحية الفنانة من اليمن الشمالي الأوسط حميد العسكري من اليمن الشمالي الأعلى. وفي روايات سامي الشاطبي عن المولدين كـ”أنف واحدة لوطنين” (2017) يقع الحب بين المولَّد وامرأة غير
.مولّدة؛ أي يمنية الأب والأم

-2  
التمثيلية والاعتراف: تنطوي هذه الروايات وغيرها على  الاعتراف بالآخر ومنحه الحق الكامل في المكان ( أي اليمن) بكل ما يحمله من مضامين ثقافية و تاريخية وسياسية. فهنالك ميل إلى تمثيل الأقليات والمهمشين و الاعتراف بما  ومن يرفض الاعتراف به النظام السياسي وأنظمة الانغلاق الاجتماعي بجزئيها القبلي والديني. وعلى سبيل المثال يقدم علي المقري نموذجا بارزا في هذا الصدد. و هذا نجده أيضا عند الغربي عمرآن الذي يركز سرده على الإسماعيلية في العهد الصليحي في روايته  ” ظلمة يائيل” ( 2012) و يجعل البطل فنانا ومتأملا إنسانويا ومجسدا في صلاته لدين
.أمه اليهودية ومذهب معلمه الإسماعيلي

-3
 حق المرأة في العيش الكريم والمساواة: تُعد رواية وجدي الأهدل ” بلاد بلا سماء” (2008) صرخة في وجه طغيان المجتمع الذكوري ورفض لأشكال التعسف والمضايقات التي تتعرض لها المرأة بشكل يومي. ومثل ذلك رواية ” زوج حذاء لعائشة” (2012) التي هي في مجملها إدانة بليغة للمجتمع الذكوري الذي يتغطى بغطاء الدين و يخفي في طياته الفساد  والانحطاط الأخلاقي. وفي رواية ” جدائل صعدة” (2014) لمروان الغفوري تأخذ المرأة دورا مركزيا
.في الحكي. وفي الرواية حكاية من حكايات الأنوثة المسحوقة في اليمن

-4
الرفق بالحيوان وحماية الطبيعة: في رواية صالح باعامر” إنه البحر” (2013 ) وغيرها من أعماله الأدبية احتفاء بالبحر وبالطبيعة البحرية و احتفاء بمدينة المكلاء. وفي رواية علي المقري “اليهودي الحالي”، السابق ذكرها، تحرص البطلة فاطمة على أن لا تؤذي النمل، وتقدِّر هي وحبيبها سالم الكلاب والقطط. وفي روايةصنعاني” لنادية الكوكباني و رواية أحمد زين ” ستيمر بوينت” دعوة مضمنة للحفاظ على مدينتي عدن وصنعاء ومعالمهما التاريخية
.والسياحية

 الصور بإذن من رحمان طه الصور بإذن من رحمان طه

-5
المواطنة العالمية: في رواية أحمد زين ” تصحيح وضع” (2009) إدانة للوطن الذي لا يعود إليه الإنسان إلا مكبلا بسبب الهجرة في البلدان المجاورة. وفي روايته ” ستيمر بوينت” دعوة واضحة إلى فكر إنسانوي يتجاوز الأعراق و إلى الحفاظ على عدن بوصفها مدينة كزموبوليتية تحقق هذا الحلم. في رواية علي المقري ” طعم أسود.. رائحة سوداء” يهاجم أحد أبطال الرواية من فئة الأخدام مفهوم الوطن ويعتبره خيانة. الوطن، بهذا المعنى، يقيد الإنسان ويجعله حبيس قطعة أرض يتمسك بها الإنسان تمسكا تعصبيا طقوسيا قد يؤدي بالإنسان إلى أن ينتهك من أجله حق أخيه
.الإنسان

 -6
تقدير العلم والفن: في رواية مروان الغفوري ” الخزرجي” (2013) يظهر بطل الرواية متصوفا عارفا وشيخه الخزرجي شاعرا أو فنانا. في رواية محمد الغربي عمرآن ” ظلمة يائيل” يُصوَّر البطل و حبيبته تلميذين نجيبين لمعلم حكيم. و البطل، إلى ذلك، فنان مبدع يطلب منه الحاكم رسم صور بديعة في قصره. وفي رواية علي المقري ” اليهودي الحالي” تعلم فاطمة الفتى اليهودي العربية و تصوف ابن عربي ويعلمها العبرية. سعاد في رواية ” ستيمر بوينت” لأحمد زين مثقفة حرة و سمير، بطل الرواية، يعمل مدرسا رغم عمله الإضافي في بيت تاجر فرنسي. و صبحية في رواية “سوق علي محسن” (2016) لنادية الكوكباني فنانة تعلم الناس الرسم في ساحة التغيير. والفن يظهر هنا تعبيرا إنسانيا جميلا
.عن توق الشعب إلى التغيير والتحوّل الحضاري

-7
الاستقلالية والفردية:
في هذه الروايات السابقة وغيرها ميل إلى تمثيل الفرد في صورته المستقلة والفردية. ومن
.هنا، تمرد أبطال هذه الروايات على المجموعات العرقية والدينية والاجتماعية التي ينتمون إليها

-8
العقلانية:
في الروايات السابقة وغيرها مناقشة عقلانية لموضوعات حساسة كالدين والهوية الوطنية والجوانب الحميمية في حياة الإنسان الخاصة. وبعض هذه الموضوعات تعد من المسكوت عنه، إنْ لم تكن من المحرمات التي يتم النقاش
.عنها في الحياة اليومية بصورة عاطفية لا عقلانية

-9
التوجُّه نحو السلام: 
في كثير من الروايات السابقة وغيرها نغمة عامة فيها دعوة مضمنة إلى السلام المجتمعي
.والتعايش المشترك على أساس من العدالة و الاعتراف المتبادل

:الاستفادة من الرواية اليمنية في مناهج التعليم

اليوم يتحدث بعض علماء التربية عن التعليم المتصل بالحياة، كما يتحدثون منذ زمن عن التعليم الإنسانوي. وتفترض هذه المناهج التربوية الحديثة أن التعليم يربط المدرسة بالواقع الاجتماعي، بل إنَّ الواقع الاجتماعي وفي مقدمته الأسرة يعدّ وسيطا تربويا وتعليميا لا يقل شأنا عن المدرسة. ومن هذا المنطلق يقترح هؤلاء العلماء غرس قيم معينة في التعليم من أجل ” حياة ناجحة”. ومن خلال ما تم إيراده في النصوص السابقة الذكر، فإنني أرى أن يسعى التربويون في اليمن إلى استلهام الأدب اليمني المعاصر من أجل زرع قيم معينة في المناهج الدراسية اليمنية. فالمجتمع اليوم في أشد الحاجة إلى مفاهيم التعايش والإيمان بالمواطنة العالمية، وحب الطبيعة، وتكريم الإنسان، والاعتراف المتبادل بأهمية وقدرات كل فرد في المجتمع. وهذا لا يعني بالضرورة اقتباس نصوص طويلة أو نصوص فيها خلل في القدرات اللغوية و الفنية، و إنما استلهام لقيم متضمنة وزرعها في سياقات مختلفة وخصوصا في المواد الاجتماعية. و هذا الاقتراح ينبني على فكرة أن الروايات اليمنية قد كٌتِبت استجابة لحاجات جمالية و اجتماعية وسياسية وثقافية
.ملحّة و منبثقة من المجتمع نفسه وعائدة عليه وليست مفروضة عليه من خارجه

اظهر المزيد

Abdulsalam al-Rubaidi

كاتب وباحث يمني. حاصل على الدكتوراه من جامعة بون الألمانية في مجال الدراسات الإسلامية. وهو محرر النسخة العربية من مجلة المدنية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى