أضواء

أنا إنسان مدني / مع عبدالجبار السهيلي

This post is also available in: English (الإنجليزية)

 

.أنا إنسان مدني” زاوية ثابتة نخصِّصها في مجلة مدنيَّة لتقديم شخصياتٍ يمنية بارزة من مختلف الخلفيات والمجالات” والهدف منها هو عرض أفكار تلك الشخصيات بشأن مسائل متعلقة باليمن بشكل عام مع التركيز على  قضايا خاصة لها صلة بالنقاش الفكري والمجتمعي العام في اليمن كالمواطنة وفكرة “المَدنيِّة” ومضامينهما ذات الأبعاد المختلفة، وغير
.ذلك من المواضيع ذات الصلة

الفنان والممثل عبد الجبار السهيلي معروف بتوظيف أعماله الفنية من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي. بدا عبدالجبار العمل في الفنون المسرحية في سن مبكرة من خلال المشاركة في التدريبات المحلية والدولية التي قادته  إلى أن يكون جزءا من الفاعلين في تطوير المشهد الفني المحلي في اليمن. وبصفته نائبا لمدير مؤسسة روابيت الثقافية
.والإعلامية، فقد قام بإنتاج عدد من المسرحيات والفعاليات الكوميدية في برامج الإذاعة والتلفزيون، وغير ذلك

 الصورة بإذن من ديفيد لوندين الصورة بإذن من ديفيد لوندين

في عام 1998، وبمساعدة عدد من الأصدقاء، قام عبد الجبار  بإنتاج مسرحيات محلية منخفضة الكلفة وذلك من أجل رفع مستوى الوعي حول مجموعة من القضايا السياسية والتعليمية والاجتماعية. منذ تلك الفترة واهتمامه وشغفه بالفن المسرحي آخذ في التطور. وفي الوقت الراهن  أصبح لديه إقامة فنية مسرحية مقرها هلسنجبورج في دولة السويد. يشارك عبدالجبار هنالك في عدد من المشاريع الثقافية المختلفة، ويقوم حاليا بلعب أحد الأدوار في
.الإنتاج المسرحي لروميو وجولييت التي يتم انتاجها حاليا علي خشبة مسرح مدينة هلسنجبورج

 في زاوية “أنا إنسان مدني”  نستضيف عبدالجبار ليشاركنا أفكاره حول الوطن ومفاهيم المدنية والمواطنة وهموم
.الحاضر اليمني

ماذا تعني لك كلمة مدنيَّة ؟

بالنسبة لي أعتقد أن المدنية تعني العيش بسلام ووئام مع بقية شرائح المجتمع بدون أن تشعر بأنك في مرتبة أعلى أو أدنى من الآخرين. وهي تعني، في المحصلة، تخلي الجميع عن استخدام وسائل العنف والضغط المختلفة كالتي نشهدها اليوم و يتم ممارستها ضد فئة كبيرة جدا من المجتمع. إنَّ العيش المدني يعني، فيما يعنيه، وجوب حماية كل فرد من أفراد المجتمع من أن يتتعرض لأي أذى نفسي أو عقلي  أو جسدي من طرف أي فرد آخر أو جماعة لأي سببٍ
.كان. كما  أني أرى أن المدنية تعني، أيضا، عدم تدخل رجال الدين والفن في السياسة

ماذا يعني لك الوطن؟

الوطن هو المجتمع  بعبارة أخرى هو الناس؛ الناس الذين تهتم بأمرهم ويهتمون بأمرك؛ أي اللذين يشجعونك ويقفون معك والعكس أيضا، وهم من يقف أغلبهم معك في حال تعرضك لظلم ولو على حساب عاداتهم وتقاليدهم ودينهم وثقافتهم وجنسهم ولغتهم وغير ذلك. الوطن، أيضا، هو المكان الذي يمدك وغيرك بكل أساسيات العيش الضرورية
.أولا والتكميلية ثانيا، هو المكان الذي تشعر فيه بالأمان والاستقرار والاحترام دائما وأبدا

ما معنى أنْ يكون الشخص مواطنا بالنسبة لك؟

أن أكون شخصا يمارس كل الحقوق والواجبات التي ينص عليها الدستور والقانون، ومنها اختيار من يمثلني في السلطة، وكذلك أن يكون لي حق الترشح لمناصب قيادية. والمواطنة تعني أيضا حماية البلد لي من أي اضطهاد قد تتم
.ممارسته ضدي من قِبَل أي فرد أو جماعات محلية أو دولية

كيف تصف مزايا وعيوب سيادة القانون؟

لا أعتقد بأن هناك أي سلبيات للقانون ودوره إلا في حال كانت بعض القوانين مفصَّلة حسب هوى الأحزاب والساسة ورجال الدين والسلطة. وفي حال حدث أي من ذلك، فإننا سنجد  بأن المواطنين سيجابهونه بعدم اكتراث وسيفقدون ثقتهم في القانون و في دوره الاجتماعي كما هو حاصل في كثير من بلداننا العربية ومنها اليمن. واحدة من إيجابيات القانون تتمثل في جعل المجتمع أكثر نظاما وترتيبا و في جعل الجميع أقوياء بلا استثناء. وفي حال تفعيل
.دور القانون، فإن  من شأن الاستقرار أن يعم وأن تقل نسبة الأخطاء التي يرتكبها الأفراد

ما الذي يتبادر إلى ذهنك عندما تسمع كلمة المساواة ؟

.مساحة بيضاء كبيرة جدا خالية من أي نقاط حمراء

هل صوَّت من قبل؟

في الانتخابات الرئاسية اليمنية 2012 توجهت إلى صناديق الاقتراع من أجل تجريب هذا الشعور لأول مرة. غمست إصبعي في الحبر بعد أن وضعت ورقة الاقتراع في الصندوق. كانت الورقة خالية من أي إشارات عليها . سعيد جدا
.بقراري ذلك اليوم؛ سعيد بعدم منح الثقة للمرشح الوحيد التوافقي

إذا كان لديك القدرة على إجراء تغيير واحد في اليمن، فما ذلك الإجراء التغييري ومتى ستفعله؟

كان سيكون، من عام 1990 إلى ما لا نهاية، خلق مساواة حقيقية وتوزيع عادل للثروة والاهتمام بجودة التعليم
.والصحة

ما الذي يجب أن يعرفه العالم عن اليمن اليوم؟

اليمن بحاجة إلى دعم العالم ومساندتها من أجل إخراج هذه البلد من مستنقع الحرب التي تعيشها.  العالم بحاجة إلى ذلك ذلك حتى يتسنى استثمار ثروة اليمن البشرية الجبارة والطموحة والتواقة للعيش بسلام ووئام. ولا بد من ذلك أيضا من أجل استغلال موارد اليمن وثرواتها المتعددة والمختلفة حتى يستفاد منها في بناء أجيال فعالة وقوية ويتحلى أفرادها بانفتاح بعضهم على البعض الآخر وعلى الآخرين ممن ليس من أبناء وطنهم. سيكون في ذلك مصلحه للإنسانية كلها. بعبارة واحدة، على العالم اليوم اتخاذ موقف صريح وواضح وحقيقي  تجاه ما يحدث لليمنيين والدفع نحو إيقاف الحرب وإعادة إعمار البلد والسماح للناس بالتنقل وممارسة حياتهم الطبيعية والحصول على حقوقهم الأساسية كي يتسنى لهم العمل جنبا الى جنب مع المجتمع الدولي نحو عالم آمن وسلام عام ودائم يعم كل أصقاع
.الأرض

 الصورة بإذن من مالين ارنيسين
الصورة بإذن من مالين ارنيسين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى