إبداع بصريفن

 جدران حميمة

This post is also available in: English (الإنجليزية)

“صنعاء عاصمة الروح وحانة الضوء” كما وصفها شاعرها عبدالعزيز المقالح. كان وقت المغيب في يوم تتأهب فيه المدينة لاستقبال شهر رمضان بروحانيته الضافية. أخذت كاميرتي متجولا في أحيائها وأسواقها. روائح عتيقة وجدران حميمة شهدت مرور أجيال من رواد المدينة الوالهين بجمالها أو الكادحين في طلب الرزق بين جدرانها العتيقة. وأنت تجاهد لتجد طريقك في أزقتها لا مفر لك من الوقوف أمام بسطات البضائع المتنوعة، ولا ريب أنك ستفكر في زيارة هذا المسجد الرابض منذ قرون هنا أو تلك السمسرة التي تضم ذكريات القوافل والبضائع ومشايخ السوق وتجاره. التاريخ يكاد يمشي معك وعيونك تعانق مآذن المدينة الحضارية المسالمة أو وهي ترتد نحو مقاشمها ” بساتينها” أو أسوارها المثخنة بتاريخ الفاتحين العابرين.

القناعة والرضا والسرور بعض سمات وجوه الباعة الذين تقابلهم في الأسواق القديمة. نكاتهم الذكية وحديثهم المحسوب حسابه بخصوص بضائعهم، وتاريخ مهنهم، وتقاليد مدينتهم، هي مما يجذبك لأن تقضي وقتا طويلا دون شعور بالملل. تذهب منها كما ذهب غيرك لكنك لا تنسى أن تحمل معك صورا وذكريات تصحبك ما حييت.

الصورة بإذن من علي السنيدار

 

 

عن المصور: علي عبدالله أحمد السنيدار من مواليد صنعاء القديمة. خريج كلية الاعلام الجامعة العربية. بدأ علي التصوير عام 2014.  وقد حصل على العديد من الجوائز منها:
رحالة العرب – محور الصور الإنسانية.
المركز الأول – مسابقة الرحالة العرب لدى اليمن.
المركز الخامس – مسابقة منظمة البحث عن أراضٍ مشتركة.
اختيرت إحدى صور السنيدار من بين أفضل ٣٠ صورة أثرت في العالم خلال العام ٢٠١٨.

 

 

 

 

المقال المصور:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى