This post is also available in: English (الإنجليزية)
الحي العدني أو شارع المطاعم أحد الشوارع المتفرعة عن ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء. يشدُّك في هذا الشارع المكتظ الأصواتُ المختلفة وهي تصطرع لتنتج خليطا عجيبا من الفوضى السمعية: أصوات المارّة، نداءات الزبائن، هرج أصحاب المطاعم، صوت الخبز وهو ينضرب في الطاولة، صياح صاحب السحاوق، صوت النار، وهمهمات غيبة ونميمة، أو حديث مثقف محبط عن الأوضاع. لدى الجميع اتفاق ضمني أن من حقِّ الجميع أن يُصدِروا أصواتا وأنّ من حق كل فرد منهم أن يفهم أو لا يفهم!
ما يجمع الجالسين المنتمين إلى شرائح اجتماعية مختلفة هو خبز الطاوة العدني، والبيض، والفاصوليا، والسحاوق بالجبن البلدي – التعزي، والشاي العدني، وأحاديث كثيرة تدور هنا.
هو منجم حكايات، شارعٌ له هويّة مميزة وبصمة خاصة، ليس شارعا نكرة كبعض الشوارع. الكاتب وجدي الأهدل حبك مجموعة قصصية برأسها تدور أحداثها في هذا الشارع، وأسماها “ناس شارع المطاعم”. يقول مكي أحد أبطال هذه المجموعة القصصية واصفا هذا الشارع:
“شارع المطاعم له موقع جغرافي فريد للغاية، ويمكن الوصول إليه بسهولة مضحكة من جميع أرجاء المدينة، إنه سُرّة المدينة، ندبة تدل على مكان الاتصال بالحبل السري لأمنا الأرض. لقد قمت بإجراء حسابات مساحية لصنعاء، واكتشفت أن شارع المطاعم يتحقق فيه “الرقم الذهبي”. ومن الناحية الفلكية يقع شارع المطاعم تحت تأثير برج الدلو، الذي يجذب الشباب المُحب للحرية والطبقة المثقفة، ويكون الجو في هذا النطاق مُولداً للأفكار الجديدة والصرعات الغريبة”.
في هذا المقال التصويري ينقل لنا المصوِّر صادق يحيى الحراسي شيئا من روح هذا الشارع مما ثبتته عدسة كاميرته.
صادق يحيى الحراسي خريج هندسة معمارية، ومنسق برنامج كتابات في مؤسسة رموز. يكتب صادق القصة القصيرة، وهو، أيضا، مصوِّر هاوٍ ومهتم بالتراث اليمني بشتى أنواعه.